وقفات في حياتنا
....
ساعات .. لحظات .. وتبدأ الصرخات منك أيها الإنسان .. ضعيف عاجز , لا حول لك ولا قوة , لا تستطيع إطعام نفسك , لا تستطيع دفع الأذى عن نفسك . وتكبر أيها الإنسان وتنسى هذه اللحظات , لكنها حتماً ليست ملغية من حياتك .. محطة وقفت بها .. يجب أن لا تنسى .. فعد إليه في ذكرياتك وتذكرها
( الوقفة الأولى : ماذا كنت أيها الإنسان ؟؟)
قال تعالى : { " هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً "} الإنسان (1)
هل أتى ؟ سؤال استفهام تقرير ورد في سورة الإنسان , ليسأل كل إنسان نفسه ويتذكر " لم يكن شيئاً مذكوراً " ثم أكرمه الله وخلقه وجعله شيئاً مذكوراً .
ما الشكر الذي يوازي هذه النعمة ؟؟؟
هذه وقفة مهمة يقفها الإنسان في أول محطة من محطات الحياة .. ويجب أن لا تنسى .
هل أدى شكر هذه النعمة ؟؟؟
الوقفة الثانية :كلنا من آدم وآدم من تراب : )
قال الله تعالى : { " خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها .." }الزمر (6)
جميع الخلق خلقوا من نفس واحدة وهو آدم عليه السلام وزوجته حواء . مع اختلاف أجناسهم وألوانهم وألسنتهم .
( إذن )ما الفرق بينك وبين بقية البشر ؟؟؟
سؤال لابد أن تجيب عليه كل نفس بتجرد تام من جميع الأهواء الدنيوية , لتدرك أنه لا فرق .
محطة يقف بها الإنسان ويجب أن لا تنسى حتى لا يتكبر ولا يتعالى على إخوانه من البشر .
إذ لا تفاضل بينهم إلا بالتقوى كما قال رسول البشرية صلى الله عليه وسلم .
( الوقفة الثالثة : في ظلمات ثلاث
قال الله تعالى : { " .. يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون "} الزمر (6)
يخلق الله الإنسان في بطن أمه خلقاً بعد خلق . نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم يخلق فيكون لحماً وعظماً وعصباً وعروقاً وينفخ فيه الروح فيصير خلقاً آخر .
كل ذلك يحدث في ظلمات ثلاث : ظلمة الرحم , والمشيمة , والبطن .
محطة يتوقف فيه الإنسان .. ليتأمل كل إنسان خلق في أحست تقويم , يخلق في ظلمات ثلاث . سبحان الله المبدع . وقال سبحانه : { " ولقد خلقنا الإنسان ن سلالة من طين * ثم جعلناه نطفة في قرار مكين * ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة * فخلقنا المضغة عظاما , فكسونا العظام لحما , ثم أنشأناه خلقاً آخر , فتبارك الله أحسن الخالقين * ثم إنكم بعد ذلك لميتون * ثم إنكم يوم القيامة تبعثون " }.
فاستوعب سبحانه ذكر أحوال ابن آدم قبل كونه نطفة بل تراب وماء , إلى حين بعثه يوم القيامة .
فما بالك ايها الانسان الفقير قد نسيت الله عز وجل وفضله عليك