الكلمات خجلى.. الأحرف صمى.. الضمائر تنعى.. أمة ثكلى
إيه يا أهلنا الأحبة في غزة البطلة.. ماذا تملك الكلمات أمام ما أنتم فيه من ضيق وأسر وبحور دم!! ماذا يمكننا أن نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون.
والله إن الخجل قد نفذ من جعبتنا، وإن الضمير قد بح صوته من كثرة الصراخ، حتى لم يبق لنا في النفس من دافع لنظرة أو حسرة، فعندكم يا أهلنا وأحبتنا تخرس الكلمات وتحبس العبرات لتمزج الدمعات بين حزن ذبحكم وفرح صبركم وعز نصركم القادم بحول الله وقوته.
نعم، النصر قادم لا محالة لأن هذه سنن الله في هذه الأمة.. فنحن أمة المذبوحين منذ أيام سيدنا إسماعيل عليه السلام مروراً بما عانته الدعوة الإسلامية في عهد النبي عليه الصلاة والسلام وصولاً لمآسي المغول والصليبيين والتتار، حتى جاء عهد وعصر المستعمرين بريطانيين وفرنسيين وإيطاليين وهولنديين وكل أبناء العم سام ليجيئوا بمصاصي دماء هذا العصر عصابات بني صهيون المجرمة ممن ملئوا ديار أوربا بالنتن والقذر طيلة قرون ليقرروا التخلص من تلك القمامة بأن يضعوا لهم بلداً ترمى فيه تلك القاذورات - تماماً كما يرمون اليوم قمامتهم النووية والكيميائية في بلدان أفريقيا الفقيرة – فاختاروا فلسطين على أنها البلد الموعود في توراتهم المحرفة.
وفي كل مرة يكون موعد الذبح والقتل والتدمير يكون بعده موعد للنصر والصعود بعدما نكون قد عدنا لربنا واقفين ببابه متضرعين عند ملك الملوك كي ينصرنا ويفك قيدنا وأسرنا.. هكذا يحدثنا التأريخ.. وكأن التاريخ يعلمنا أن كل مرة نحيد بها عن ديننا فإن علينا ضريبة تدفع تشيب من هولها الولدان، بحاراً من الدماء وأنهاراً من الدموع وهياكل أشلاء ممزقة ورؤوس مقطعة ليكون بعدها العودة لرب العزة والتضرع والدعاء والتبتل فيقيض لنا برحمته فرجاً ومخرجاً، ثم تعاد الكرّة المرة تلو المرة.
لكن هل يكفينا التظاهر والصراخ؟ هل يكفي الاستنكار؟ أم هل نكتفي بالدعاء والتبرع وإن كان في كل ذلك من الخير ما لا يعلمه إلا الله وهو قوة دفع كبيرة لأولئك الأبطال بالصمود أمام تلك الفئة القذرة النتنة من أحفاد أبناء القردة والخنازير. لكن التاريخ يعلمنا أن لا عز بلا دفع ولا نصر إلا بفعل ولا رد لظالم إلا بمحاربته. فمن أين نبدأ وكل الطرق مسدودة أمام تلك الملايين من المسلمين في العالم بل وحتى الشرفاء من غير المسلمين على طول مساحات القارات، فلا يملكون إلا حرق للأعلام أو صراخ وتنديد ومطالبات وهم يتمنون أن يفعلوا كل ما بوسعهم لإنقاذ أولئك المظلومين المذبوحين، فهذا جهدهم وما بوسعهم وقدر الاستطاعة الذي يشكرون عليه؟!
إن نظرة ثاقبة لحال طريقتنا في العيش نجد أننا فعلاً وقعنا في المحذور الذي حذرنا منه الله ورسوله عليه الصلاة والسلام، مع إننا نقرأه ونعلمه أولادنا ونوعظ به كل يوم فهل وصلنا لحال الوصف القرآني العظيم: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ) (الأعراف:179)، ( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ) (الفرقان:44).. نعم لقد وقعنا في محذور اقتفاءنا لنمط عيش حضارة العم سام شبراً بشبر وذراعاً بذراع فاستسهلنا اللهث وراء النمط الاقتصادي الذي أملي علينا فصرنا أسارى لديه وعبيداً له فلا نجد منه فكاكاً ألا وهو الربا والحلم بحياة الرفاهية والعيش الرغيد فصار أغلى حلم عندنا أما أن نذهب لنتجنس عندهم في بلادهم ونعيش حياتهم أو نكون ممن يجمعون الدرهم والدينار في ديارنا ونسينا ما يأمرنا ديننا من أخذ الدنيا كالجسر يعبر عليها للآخرة ونسينا مبادئ التكافل والتعاضد والتآصر التي كانت سر عزنا وعنوان نصرنا طيلة أزمات التاريخ القديم والحديث.
نعم لقد صدقت فينا أحاديث الصادق الأمين في اتباع سنن من قبلنا وفي حب الدنيا وكراهية الموت وفي كراهية لقاء الله وفي اللهث وراء الدينا وقد أمرنا بتحقير شأنها إلا ما يمكننا من إقامة الاستخلاف الذي خلقنا من أجله، فاسمع لبعض ما تنبأ به الحبيب في حال ضعفنا وهوان أمرنا اليوم وكيف أننا بدل أن نعمل في سبيل تجنبه تجدنا نلهث لتنفيذه بكل رحابة صدر في صورة لا تجدها عند الدواب أو الأنعام التي تساق للذبح:
1. جاء في صحيح البخاري [ جزء 3 - صفحة 1274، الحديث بأرقام 3269، 6889] عن أبي سعيد رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه ) . قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال ( فمن ). . يقول الشراح: ( سنن ) سبل ومناهج وعادات . ( شبرا بشبر ) كناية عن شدة الموافقة لهم في عاداتهم رغم ما فيها من سوء وشر ومعصية لله تعالى ومخالفة لشرعه . ( جحر ضب ) ثقبه وحفرته التي يعيش فيها والضب دويبة تشبه الحرذون تأكله العرب والتشبيه بجحر الضب لشدة ضيقه ورداءته ونتن ريحه وخبثه وما أروع هذا التشبيه الذي صدق معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن نشاهد تقليد أجيال الأمة لأمم الكفر في الأرض فيما هي عليه من أخلاق ذميمة وعادات فاسدة تفوح منها رائحة النتن وتمرغ أنف الإنسانية في مستنقع من وحل الرذيلة والإثم وتنذر بشر مستطير . ( فمن ) أي يكون غيرهم إذا لم يكونوا هم وهذا واضح أيضا فإنهم المخططون لكل شر والقدوة في كل رذيلة ].
2. جاء في صحيح البخاري [ جزء 5 - صفحة 2358، 6053]: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ). وكان ابن عمر يقول إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك.. يقول الشراح: قوله عليه الصلاة والسلام : ( كأنك غريب ) بعيد عن موطنه لا يتخذ الدار التي هو فيها موطنا ولا يحدث نفسه بالبقاء قال العيني هذه كلمة جامعة لأنواع النصائح إذ الغريب لقلة معرفته بالناس قليل الحسد والعداوة والحقد والنفاق والنزاع وسائر الرذائل منشؤها الاختلاط بالخلائق ولقلة إقامته قليل الدار والبستان والمزرعة والأهل والعيال وسائر العلائق التي هي منشأ الاشتغال عن الخالق . ( عابر سبيل ) مار بطريق وتعلقاته أقل من تعلقات الغريب.. وأما قول ابن عمر ( خذ من صحتك لمرضك ) اشتغل حال الصحة بالطاعات بقدر يسد الخلل والنقص الحاصل بسبب المرض الذي قد يقعد عنها .
( من حياتك لموتك ) اغتنم أيام حياتك بالأعمال التي تنفعك عند الله تعالى بعد موتك.
3. جاء في سنن أبي داود [ جزء 2 - صفحة 514 ] وصححه الألباني: عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها )، فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال: ( بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء ( ما يحمله السيل من وسخ ) كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن )، فقال قائل يارسول الله وما الوهن ؟ قال ( حب الدنيا وكراهية الموت ).
4. جاء في الصحيحين واللفظ لمسلم [ جزء 4 - صفحة 2273 ، برقم 2961]: جاء عن عمرو بن عوف وهو حليف بن عامر بن لؤي وكان شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( والله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم ).
5. جاء في الصحيحين واللفظ للبخاري [ جزء 5 - صفحة 2386 ، 6142] عن عبادة بن الصامت: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه )، قالت عائشة أو بعض أزواجه إنا لنكره الموت قال ( ليس ذاك ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه فكره لقاء الله وكره الله لقاءه ).
نعم تجدنا اليوم بدل أن نتطاول في بناء اإلإنسان على وفق شريعتنا تجدنا نتطاول في البنيان ونشر فضائيات الرذيلة والفسوق ودعم بنوك الربا والتنظير لإمعية ومسوخية وتبعية ذليلة عجيبة لكل ما هو غربي في إعلاناتنا ولبسنا ولفظنا وكل نشاطات حياتنا ولا حول ولا قوة إلاى بالله.
أقولها بكل صراحة .. لن ننتصر ونخرجهم من أرضنا أذلة صاغرين حتى ننتصر على أنفسنا وشهواتنا وملذاتنا وركوننا للدنيا وبخلنا وشحنا كي نكون مهيئين أن نحاربهم نفسياً واقتصادياً قبل خوض غمارها ونثر غبارها على الأرض.. لن ننتصر أيها الأخوة حتى نخرس أولئك الممسوخين من أبناء جلدتنا ممن لم يبق فيهم أي معنى للإنسانية من الذين يضحكون ويغنون ويرقصون عراة عن الحب والجنس ويستهزئون بكل صوت جاد في هذه الأمة، بينما أبناء جلدتهم يقطعون أشلاء، فهل رأيتم حيواناً يرقص على جثة حيوان من جنسه؟!.. لن ننتصر حتى نمنع أنفسنا وشهواتنا وأموالنا أن تذهب لسيارات الهمر وقهوة ستاربوكس ومطاعم البرغركينغ والكنتاكي والماكدونالد وسكائر المارلبورو وشركات العطور والملابس وتقليعات السفر لدول الغرب القاتل لأهلنا وكل بضاعة لهم تكون نسبة ما يوهب لنصرة جيش إسرائيل ومن شايعها من القلتة أكثر من 12% سنوياً، فنحن من يقتل أهله في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها بأموالنا ثم نأتي لنقول تبرعنا لقضية فلسطين وقمنا بتظاهرة فأدينا ما علينا.
يبدو أن الوهن الذي تحدث عنه النبي عليه الصلاة والسلام وهو حب الدنيا وكراهية الموت قد وصل بنا لمواصيل أخرجتنا ليس فقط عن تعريف المسلم بل حتى عن تعريف الإنسان. فلا نملك إلا ما قاله البطل المغوار محمود شيت خطاب، رحمة الله عليه وهو من دافع عن جنين في معارك عام 1948م، عندما سمع بدخول الأمريكان إلى أرض العراق عام 1991م وهو يبكي نائحاً:
لم يبق في الدنيا شئ بأيدينا *** إلا بقية دمع في مآقينا
وأقول للأحبة في غزة لا يغرنكم من خالفكم أو تخلى عنكم فامضوا بمشيئة الله وحفظه حتى يأتيكم ما وعدكم به الحبيب عليه الصلاة والسلام من أمر الله الغالب ونصره المبين كما جاء في السنن والحديث عند مسلم [ جزء 3 - صفحة 1523 ، 170] عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ).
أنتم الأحياء ومن خالفكم هم الميتون، أنتم عنفوان زمن خسيس ظالم، أنتم بقايا إرث القيم.. أنتم أمل نصر الأمم لا ذل أممهم المتحدة وشرعية نظامهم العولمي الظالم.
ستنتصرون بلحمكم وأشلاءكم على قضهم وقضيضهم وقنابلهم وحديدهم لأن ثمن الدم نصر عزيز فهذه معادلة التأريخ ولن تذهب تضحياتكم سدى مثلما لن يذهب طغيانهم سدى لأنهم يحفرون قبورهم بأيديهم، فالعالم اليوم لم يعد.عالم الخمسينات والستينات من القرن الماضي عندما كان يصور إسرائيل حملاً وديعاً وسط غابة وحوش العرب المتربصة إنما مرآة الصورة السلبية اليوم هي السائدة في وسط الرأي العام الأوربي والعالمي بشكل عام ليتبين لهم أن الحمل هو الوحش وأن الوحوش التي صورت لهم يوماً ما إنما هي الضحية المذبوحة.
اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا في نصرة أخوتنا وحال أمتنا، أنت رب المستضعفين وأنت ربنا، من لنا غيرك ومن ينصرنا سواك ومن ينقذنا إلاك، سُدت أبواب الخلق وردنا الصديق والحبيب والجار والغريب فإن رددتنا فمن يجيرنا من عذاب العدو وخذلان القريب، فألى من تكلنا إلى بعيد يتجهمنا أم إلى عدو ملكته أمرنا، أم إلى أنفسنا وحولنا وضعفنا أم إلى خذلان أهلنا ونسيان أحبتنا فقد ظننا بأخوتنا خير فخذلونا رهطاً، هلكنا إذن وعزتك وجلالك وذهب عقدنا فرطاً وانتهى أمرنا شططاً.. إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي غير إن عافيتك هي أوسع لنا وإن لنا بحسن ظننا بك ملاذاً وبجودك ورحمتك عياذاً، فنعوذ بنور وجهك الكريم الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بنا عذابك أو يحل علينا غضبك أو فجاءة نقمتك أو جميع سخطك.. فلك العتبى حتى ترضى ولا راد لقضاءك ولا ينفع ذا الجد منك الجد ولا حول ولا قوة إلا بك.
اللهم احص قاتلينا عدداً وأهلكهم بدداً واجعلهم طرائق قدداً ولا تبق منهم في أرضك أحداً وأرنا فيهم يوماً شديد البأس رهيباً أسوداً، كيوم الأحزاب ويوم عاد وإرم خسئوا تدبيراً وهدموا عمداً، واجعل اللهم تدبيرهم على أهلنا في غزة وكل بقاع المسلمين تدميراً لهم ولمن شايعهم نفيراً وعدداً، واجعل نيرانهم على أخوتنا في غزة وكل بقاع المسلمين سلاماً وبرداً، وقوّ اللهم شوكة المسلمين وانصرهم وزدهم عزة ورفعة ووحدة وسؤدداً، فإنك نعم الناصر ونعم الوكيل خيرٌ ناصراً وخيرٌ عضداً، يا حي يا قيوم يا ذا العزة والجبروت والملك والملكوت دمت لنا ذخراً حياً باقياً أبدياً سرمداً.
فصبراً أهل غزة إنكم منتصرون لا محالة، ستنتصرون بتضحياتكم وبصبركم وبحقكم المسلوب لأن الله قيوم السموات والأرض مطلع ولا يخفى عليه شيء في السماوات والأرض ولا يرضى لتلك الدماء الطاهرة الزكية إلا أن تكون لها الجنة عنده والعزة في أرضه ولو بعد حين، لأن زوال الدنيا أهون عنده من دم المسلم كما تروي لنا الأحاديث الصحيحة، فقد روى الترمذي في سننه [ جزء 4 - صفحة 16 ] وصححه الألباني عن عبد الله بن عمرو : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم )
صبراً إن موعدكم النصر والعزة يا أيها الأحبة في غزة وإِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ في الدنيا والآخرة.
وأقول للقتلة المجرمين ومن شايعهم صبراً فإن موعدكم الفناء وإن الجزاء من جنس العمل وإن كل قطرة دم أسلتموها في كل بقاع أهل الإسلام وتسيلونها اليوم على ثرى غزة الطاهر وستسيلونها غداً سيكون ثمنها باهظاً جداً تدفعونه من دماءكم وأموالكم ووجودكم بعز عزيز أو ذل ذليل لأن الله يمهل ولا يهمل وإن غداً لناظره قريب: ( قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9) إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11) إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (16) هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (18) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19) وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (20) بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22)) [سورة البروج].