غير اخوي او احذف عنوان مالتوسل في اللغة: التقرب، يقال: توسل إليه: تقرب إليه، ووسل إليه: قرب منه، والواسل: اسم فاعل من وسل، هو المتقرب، والوسيل هي: السبب والطريق الذي يوصل إلى الله سبحانه وتعالى، والذي يوصل إلى الله طاعته سبحانه وتعالى وعبادته، وما شرعه على ألسن أنبيائه ورله، هذه الوسيلة.
والمخلوق وإن كان له منزلة عند الله كالأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام والصالحين والأولياء، لكن الله لم يشرع لنا أن نسأل بمكانتهم ومنزلتهم عنده، وإنما أمرنا أن نتوسل إليه بعملنا نحن لا بعمل غيرنا، بأن نطيع اله ونتقرب إليه، أما أن فلاناً له عند الله مكانة وله جاه، فهذا ليس من عملنا وليس لنا فيه شيء، هذا خاص بهم، والله لم يشرع لنا أن نسأله بجاه أحد، ولا بذات أحد، ولا بمنزلة أحد عنده سبحانه وتعالى، هذا كله باطل.
والتوسل على قسمين:
1/ توسل ممنوع: وهو التوسل بجاه المخلوق، أو بحق المخلق ومنزلته، أو بذاته، وهو إما شرك، وإما بدعة ووسيلة إلى الشرك.
2/ التوسل المشروع: هو الذي جاء في الكتاب والسنة ذكره والأمر به، والتوسل المشروع أنواع:
النوع الأول: التوسل بأسماء الله وصفاته.
النوع الثاني: التوسل إلى الله جل علا بدعاء الصالحين الأحياء.
النوع الثالث: التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة.
وقد تعلق بعض المغالطين بكلمة جاءت في بعض رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، أنه قال: "إن التوسل من مسائل الفقه والاجتهاد التي لا انكار فيها"، هكذا قالوا!!، ونسبوه إلى الشيخ!!
والواقع أن الشيخ رحمه الله فصل فقال: " إن التوسل الخالي من عبادة المتوسل به، وإنما هو توسل بحق الشخص، أو جاهه، فهذا بدعة، وليس بشرك، وأما التوسل الذي معناه التقرب إلى المتوسل به بالذبح له، والنذر له، وغير ذلك من أنواع العبادة، فهذا شرك أكبر ".
هذا معنى ما قاله الشيخ، وهو ما قرره المحققون من أهل العلم، وليس المراد، أن التوسل كله من مسائل الفقه، لأن منه ما هو شرك أكبر.
وهذا باب عظيم، لأن هذه الشبهة ضل بها أكثر الخلق قديماً وحديثاًَ، لأنهم لم يفرقوا بين الوسيلة الممنوعة والوسيلة المشروعة. وضوعك جزيت خيراً