[size="5"]****
[size="7"]
بسم الله الرحمن الرحيم[/size]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد...
# كثيرا ما تتبادر إلى الذهن العديد من الاسئلة الكفرية والإلحادية التي يتعاظم الإنسان القول بها، مثل:
من الذي خلق الله؟
هل الله موجود اصلا؟
هل محمد نبي فعلا؟
هل يوجد فعلا يوم قيامة بعد الموت؟
هل الإسلام هو الدين الحق؟
لماذا يسمح الله للمجاعات ان تهلك فئاما من البشر في انحاء العالم؟ أليس هو من وصف نفسه بالرحمة؟ فأين رحمته؟
ولماذا يخلق بشرا ثم يقدر عليهم ان يكفروا ثم يجعل مصيرهم إلى النار؟
ولماذا لم ينتقم الله لعباده المؤمنين في رابعة العدوية أو الذين أٌبيدوا بالسلاح الكيميائي في ريف دمشق؟
.... الخ من امثال هذه الاسئلة التي بتبادر إلى الأذهان بين الفترة والفترة..
# كثير من الناس عندما يتقيد بتعاليم دينه تبدأ بالتبادر إلى ذهنه هذه الأسئلة ، وتسبب له ضيقا في صدره ، ولا يستغرق وقتا طويلا إلا ويجد الإجابة على السؤال ، ثم ما يلبث إلا ويخطر في باله سؤال آخر ، وبنفس الطريقة يجد الإجابة ثم يتبادر إليه سؤال آخر ، وهكذا.
يتضايق الشخص من هذا كثيرا ، واحيانا تجرفه بعض الافكار فينحرف عن دين الله ، او قد يقرر ان يترك التقيد بدين الله حتى يرتاح من هذه الافكار التي تسبب له الضيق.
# إن الله لم يترك عباده في مجاهيل من الامر ، فكل سؤال وله إجابات لن تزيد الشخص إلا إيمانا بالله وثقة بأحكامه ويقينا على دينه ، ولكنها قد تستغرق كتبا طويلة ومقالات كثيرة ، قد لا يجد الشخص وقتا للإطلاع عليها ، او قد لا يجد احدا يدله عليها.
ولهذا فنحن بحاجة إلى طريقة نستخدمها لمنع هذه الافكار، ريثما يتيح للعقل الإبحار في البحث عن الإجابة المنطقية بين عدة إجابات افتراضية..
وفيما يأتي سنعرض الطريقة المؤكدة للتخلص من هذه الافكار ، وسنبحث ايضا في اسباب هذه الأفكار ، واسباب الالحاد ، وطبيعة دعاة الفكر الإلحادي
الطريقة التي يتم بها التخلص من الأفكار الكفرية والإلحادية:# يجب أن يُعلم ان الإسترسال وراء الافكار الإلحادية والكفرية دون وجود جهد للبحث عن ادلة سيؤدي يوما ما إلى إلحاد الشخص وكفره بالله ، وحتى لا يصل المرء إلى هذه المرحلة لابد من منع هذه الافكار وفق آلية محكمة
# يتم ذلك وفقا للمفاهيم والخطوات التالية:
ـ يعتقد ويؤمن المسلمون بوجود رب اوجد هذا الكون من العدم ، وانه كامل كمالا مطلقا ، منزه عن النقص والعيب تنزيها مطلقا ، وانه متحكم في الكون ، يدبر امره ويصرف شؤون المخلوقين.
ـ يعتقد ويؤمن المسلمون انه بعد الممات يوجد يوم القيامة ، فيه جنة نعيم ونار عذاب ، فمن اسلم وآمن بالله وبدين الإسلام فهو من اهل الجنة خالدا فيها ابدا ، ومن كفر بالله وبدين الإسلام فهو من اهل النار خالدا فيها ابدا ، وان مصير الملحدين إلى النار خالدين فيها ابدا
ـ يعتقد الملحدون بأن الله ويوم القيامة والجنة والنار خرافة من خرافات الاديان ، غير موجودة اصلا ، فليس للكون خالق ، وإذا مات الإنسان فلا جنة ولا نار ، بل يعود كما كان قبل ان تلده امه ، اي لا شيء.
ـ لنفترض جدلا ان شخصا ملحدا عمل في دنياه بمقتضى إلحاده ، ورجل مسلم عمل في دنياه متقيدا بإسلامه ، ومات الجميع ، واتضح ان كلام الملحد حقيقة ، فلا يوجد إله ولا جنة ولا نار.
إنه بهذا المصير الذي ينتهى إليه الجميع لم يربح الملحد شيئا ابدا ، ولم يخسر المسلم شيئا ابدا ، فالجميع سواسية بعد الموت سواءا من آمن بالغيب ومن كفر به، فلا فرق بينهما سوى هذه السنين القلائل التي عاشها الصنفان في الدنيا.
ـ ثم لنفترض ان ملحدا تقيد بمقتضى إلحاده ، ومسلما تقيد بتعاليم إسلامه ، ومات الجميع ، ثم اتضح ان ما يؤمن به المسلم هو الحق ، فوجد المرء الله أمامه وجنته وناره منتصبتان للخلق ، فأين سيكون مصير الملحد المتوعَّد بالنار الأبدية خالدا فيها ، وأين سيكون مصير المسلم الذي تقيد بدينه.
ـ الملحد دائما يفترض فروضا عقلية منطلقا من تقديسه لعقله ، أي الفرضيتين يتقبلها العقل؟
إن العقل يتقبل الإفتراض الأسلم لو تحرر من المكابرة ، حتى يثبت العكس بأدلة قطعية وليست بإفتراضات وتكهنات نظرية.
# هذه هي الطريقة التي يتم بها التخلص من كافة الافكار الإلحادية وبسهولة فائقة ، فمتى خطرت في بالك فكرة شك وإلحاد وكفر فتذكر ان الإسترسال مع هذه الافكار سيوصلك إلى الإلحاد ، ثم تذكر الخطوات السابقة الذكر ، وسيزول عنك هذا الفكر بإذن الله ومع كثرة تكرارها سترى ان فكر الإلحاد ليس إلا فكرا سخيفا لا يستحق حتى مجرد إشغال االعقل به.
# يتبقى علينا أن نقول .. ان استخدام هذا الأسلوب له قاعدة مهمة يجب الحذر من الخروج عنها ، وهو ان هذا الاسلوب يقتضي الإفتراض والإحتياط ، وديننا لا يقبل ان يسلم المرء احتياطا او بناء على افتراض، بل لابد من اليقين على دين الإسلام ، فهذه الفكرة تستخدم فقط لصد الافكار الكفرية فقط لا غير حتى لا يتسنى للشكوك الشيطانية ان تتكاثر على القلب فيهلك المرء ، وأما اليقين على دين الله فسبيله الإكثار من ذكر الله وتلاوة القرآن والتدبر في خلق الله ... الخ ، فلابد من كثرة مذاكرة الغيبيات ، لأن عدم ذكر الغيب لا يزيده إلا غيبا ، وكثرة ذكر الغيب يقربه إلى اليقين.
[size="6"]
لماذا يلحدون؟ (نظرة على اسباب الإلحاد في السعودية ودول الخليج):[/size]
# الافكار الكفرية التي تتبادر إلى الذهن لها سببين ، الاول هو من الشيطان ، والثاني من النفس ، ولا يمكن التفريق بينهما ، إلا انه على كل الاحوال لابد من ان يستعيذ المرء من الشيطان ويقول : "آمنت بالله"
اما التي من النفس فهي قد جاءتنا عن طريق دعاة الإلحاد بالطرق المباشرة وغير المباشرة ، وسنتطرق لهذا في باب : (طبيعة دعاة الإلحاد)
# الإلحاد على مر التاريخ ثلاثة مذاهب:
1ـ الإلحاد المتطرف: وهو انكار وجود كافة الغيبيات ، والجزم بذلك ، وهذا الصنف غالبا ينتهي به الامر إلى الإنتحار ، والملحدين المنظمين غالبهم ينتمي إلى هذا التيار ، لأنه يحقق للحركات الهدامة التي تنظمهم نتائج اكثر ضمانا من المذاهب الإلحادية الأخرى.
2ـ الإلحاد اللاأدري:وهم المتوقفون ، يقولون لا ندري هل يوجد إله ام لا يوجد ، فلم يثبت لدينا لا هذا ولا هذا ، وهذا الصنف يعيش في حيرة شديدة يشعر فيها بالتخبط شديد.
3ـ الإلحاد الربوبي: وهم الذين يثبتون وجود الله ، لكنهم ينكرون كافة الأديان التي تنظم علاقة المخلوق مع خالقه، ويكتفون فقط بالإيمان بأن لهذا الكون خالقا موجدا، وهذا هو مذهب اغلب الفلاسفة
# هناك فئة ألحدت بسبب تركيبتها النفسية ، فبعضهم حب الدنيا متأصل في سويداء قلبه وبصورة مفرطة وشاذة ، فإن أُعطي رضي , وإن لم يعط سخط ، وذلك قرره الخالق سبحانه في قوله جل من قائل : ((ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن اصابه خير اطمأن به وإن اصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة)) سورة الحج
فإذا تزامن مع إيمانه بالله سعة في العيش وظروف جيدة تمسك بدينه ، فإن تغيرت الأحوال ـ وهذا حكم الله على الحياة الدنيا ـ بدأ بالإعتراض على الله وعلى اقداره ، حتى انك تجده يسب الله وينتقد ثوابت الدين ، وتجده يقول : "الدين لم يطعمنا خبز ، ولم يسدد عنا الديون ، ..." ، ويتسائل كثيرا: "لماذا فلان في حال حسنة وأنا في حال سيئة"
فلا يلبث ان يجد داعيا من دعاة الضلال الذي سرعان ما يجره ـ بقبيح اعتراضه على اقدار الله ـ إلى الكفر والإلحاد..
والحق ان يعلم الشخص ان الله قد كتب على الدنيا حال التقلب بين البأساء والضراء ، وان الإنسان في الحياة الدنيا معرض للإبتلاء في كل ما يخطر بباله وما لا يخطر بباله ، فهو معرض للإبتلاء بماله وبنفسه وببيته وبمزرعته وصديقه ومجتمعه ووظيفته ، وحتى انه معرض للإبتلاء في جهازه العصبي وفي دورته الدموية وفي الأجسام المناعية التي تتجول داخل جسده، فيكون موقفه التسليم مستحضرا ان الله يسمع ويرى ، وان له حكمة أخفاها وراء مشيئته ، وانه ارحم من الام بولدها ، لكن الإنسان خُلق عجولا
# من الذين الحدوا كان السبب هو دعوات الملاحدة في غفلة من دعاة الحق ، وهؤلاء المسؤول عنهم حقيقة هو تقصير المسلمين في فريضة الدعوة إلى الله
# كثير من المسلمين الذين ولدوا وتربوا في مجتمعات غربية ظهر عليهم الإلحاد او شيء منه ، غير ان هذه الفئة من اسهل الناس نفوسا واسرعهم قبولا للحق إذا أحسن توجيههم باللين والأدلة العقلية.
والحق ان يكون لكل أب و أم اضطرتهم الظروف للعيش في بلاد الغرب برنامجا لتربية ابناءهم وتلقينهم العقيدة الاسلامية حتى لا ينشأوا جهلة في دينهم فينجرفوا إلى التيارات الفكرية السائدة في مجتمعاتهم التي ترعرعوا فيها.
# وفئة من الذين الحدوا كان سبب إلحادهم ما رأوا عليه الفئة المتدينة في ثلاثة سلبيات خطيرة :
1ـ الفضاضة والجلافة في التعامل وسوء الادب مع عامة الناس ومع المخالفين خاصة.
2ـ الجرأة على حقوق الخلق بلا مخافة من الله ، والإنتقام باسم الدين ، واللعب على عواطف العوام باسم الدين بغية تحقيق مآرب شخصية.
3ـ تضييق سعة دين الله بحجة سد الذرائع وصيانة المجتمع المسلم ، حتى ولو لم تقتضي المصالح والمفاسد ذلك التضييق.
إن هذه الفئة سيستوقفهم الله يوم القيامة ، وسيسألهم عن كل من تسببوا في انحرافه ونفوره عن دين الله ، وسينالهم مثل إثم من ألحدوا من غير ان ينقص من إثم الملاحدة شيئا.
# الدعوة إلى افكار الحرية المطلقة هو اهم عامل من عوامل الإلحاد في المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص ، وذلك كان بالدعوة التي ظاهرها الفكر الحر المستنير ، وباطنها الحقيقي الكفر بالله والاعتراض على دين الله ، المسماة ((الليبرالية)).
وللعلم ، ان الليبراليين صنفان ، صنف سطحي لا يفقه الايديولوجيات والحركات الفكرية ، فهؤلاء دخلوا في هذا الفكر عن حسن نية وحماس دون العلم بالحقائق الخفية، اما القسم الآخر فهم الناشطون الليبراليون واصحاب القلم، وهؤلاء جميعهم ملحدون إلا ما ندر منهم ، وهم يخفون إلحادهم ويتظاهرون بشيء من الدين احيانا واحيانا بانتقاد الليبراليين انفسهم ، وليس ألائك الملحدون السعوديون في شبكات التواصل الإجتماعي الذين يظهرون بأسماء مستعارة إلا الكاتب الليبرالي السعودي فلان والحقوقية الليبرالية فلانة ، والروائي والروائية فلان وفلانة، وفلتات اقلامهم والسنتهم تكشف حقيقة عقيدتهم.
وليس دعوتهم لمحاربة التشدد الديني حبا للخير، بل لإزاحة من يقفون في وجه افكار الكفر عن وجههم..
وحتى نعرف مدى خطورة الحرية المزعومة التي حملوها إلينا بأجندة غربية ظاهرها الرحمة وباطنها الكفر ، فإننا هنا نعرض بعض ما قاله محركوا الإلحاد في العالم (الماسونية) الذين يرفعون شعار (حرية، اخاء، مساواة) ، حيث قالوا في بروتوكولاتهم:
((إن الحرية ليست حقيقة ، بل فكرة ، ويجب ان يعرف الإنسان كيف يسخّر هذه الفكرة عندما تكون ضرورية ، فيتخذها طعما لجذب العامة إلى صفّه ، وتكون المسألة يسيرة إذا كان هذا المنافس موبوءا بأفكار الحرية اساسا))
((لاتوجد مساواة ، فالطبيعة يوجد فيها انماط غير متساوية في العقل والشخصية والاخلاق والطاقة))
((يمكن ان لا يكون للحرية ضرر ، وان تقوم في البلدان من غير ان تكون ضارة بسعادة الناس بشرط ان تكون الحرية مؤسسة على العقيدة وخشية الله ، نقية من افكار المساواة التي هي اساسا مناقضة مناقضة تامة لقوانين الخلق))
((إن كلمة الحرية المطلقة تزج بالمجتمع في نزاع مع كل قوى الطبيعة وقوة الله ايضا))
هذا بالضبط ما يحدث ، يبدأ الامر بحرية نقد اشخاص وينتهي الأمر بنقد الغيبيات ثم الكفر بها.
فما الدعوة إلى الليبرالية والفكر الحر إلا مرحلة من مراحل الدعوة إلى الإلحاد.
وما الذي نسمعه على السنتهم من محاربة التشدد الديني ومحاربة رجال الحسبة إلا ضمن مرحلة من مراحل إخراج المجتمع من الإيمان إلى الإلحاد.
# وفئة من الذين الحدوا كان بسبب رؤيتهم للنزاع الدائر والخلاف المتفشي بين الدعاة الإسلاميين و مخالفيهم من المحسوبين على اهل السنة ، وذلك مما ادى إلى تحير عامة الناس ، وشكهم في الدعاة الذين تم انتقادهم والتحذير منهم بواسطة مشائخ مثلهم ، ففضّل الناس البعد عن هذا الوسط الذي يعج بالخلاف والشتائم ، مما جعلهم لقمة سائغة لدعاة التيارات المنحرفة ، والحق يقال ان مناصحة الدعاة يجب ان تكون مثل مناصحة ولاة الامر ، اي ان لا تكون في العلن ، لأن ذلك يؤدي إلى البلبلة ونشر الفتن ، ولكن هذه الزمرة المركوسة المنكوسة المارقة أبت إلا ان تتولى كبرها وتتخذ المناصحة غير الشرعية منهجا ، فكانوا يدعون في البدء انهم يذودون عن وحدة المجتمع ، ثم تكشفت بهم الحال إلى محاربة جميع الناشطين الإسلاميين بحجة محاربة التحزب وأن الحزبيين اخطر على الإسلام من اليهود والنصارى ، ثم لم يبقوا على ذلك زمنا طويلا حتى صاروا يقفون مع اعداء الله ضد المسلمين ، فوقفوا مع حزب البعث النصيري المجرم ضد الثوار من اهل السنة في سوريا ، وطاروا فرحا واستبشارا بقتل العلمانيين لأكثر من ألفي مسلم مصري من المعتصمين في رابعة العدوية ، وصار التنصير يثني على جهودهم في مكافحة الحركات الإسلامية ويوصي بدعمهم.
وهؤلاء حكم الله ماض فيهم ، فمن ظهر له الحق فاستنكف عن الرجوع إليه فإنه لن يزداد مع الايام إلا تماديا في الباطل ، ولئن احيانا الله لنجدن فئاما منهم يلتحقون بالملاحدة ، وذلك حكم الله في كل من يصر البقاء على الباطل بعد ان اتضح له الحق.
[size="6"]طبيعة دعاة الإلحاد ووسائلهم:[/size]
# صدق او لا تصدق .. محركي الإلحاد في العالم هم ليسوا ملاحدة على الإطلاق ، هم يؤمنون بالغيب ، بل قد يكون ايمانهم بالله اقوى من إيماني وايمانك ، ولكن إيمانهم وفق عقيدة محرفة تنسب إلى الله الضعف والظلم والفقر والبخل ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .. هم تحديدا اليهود المتنفذين في منظمة الماسونية العالمية والذين وصلوا إلى الدرجة الثالثة والثلاثين.
وهم لم ينشروا الإلحاد إلا وفقا لبرنامج كبير لديهم يهدف للسيطرة على العالم ، وقد علموا جيدا ان الإلحاد لن يؤدي بالبشر إلا إلى الضعف والتخبط ، فانتهجوا هذا المنهج ، وقاموا بتبني هذا البرنامج بعد ان ثارت الشعوب الاوروبية على خزعبلات رجال الدين المسيحيين ، وقاموا بإعادة صياغة الإلحاد بصورة أخرى تهدف للتوسع في الحرية الشخصية والحرية الفكرية والحرية الدينية بدون ضابط ولا معيار ، وبعد تقبل الناس لهذه الفكرة التي ظاهرها حسن قاموا بنشر الإلحاد عبر وسائل الإعلام ، وسلطوا كل دعوة الجنس لإشغال الشعوب عن الدين حتى يتحول الناس إلى بهائم يسهل انقيادهم ، وقد حققوا في هذا هدفهم في اوروبا وامريكا ، ولكن بعد تمدد أيديهم إلى العالم الإسلامي وجدوا النواميس التي كانوا يعملون عليها فاشلة (رغم الضعف الشديد الذي يعاني منه العالم الإسلامي) ، فكان منهم ان قاموا بالتحول إلى هذه الإجراءات :
1ـ محاربة التشدد الديني الإسلامي ، والذي يقف عائقا كالصخرة الصماء امام مشروعهم
2ـ مطالبة العالم الإسلامي باللحاق بالعالم الغربي بتقدمه العلمي ، والإلحاح بأن الأفكار الدينية تعوق من هذا التقدم.
وعلى هاتين النقطتين اليوم يتحرك الملاحدة والعملاء ، حتى ملأوا الدنيا بذلك ضجيجا.
# للإلحاد مدارس كثيرة لها منهجيات واساليب وافكار وتوجهات مختلفة للدعوة إلى الحادهم ، ولهم في ذلك تيارات وتوجهات مختلفة ، وكل تيار يختلف في اطروحاته عن التيار الآخر ، غير انهم يشتركون في انكار الغيبيات.
# الأفكار الكفرية التي تنبعث من النفس سببها هو دعاة الإلحاد.
واخطرها هي التي تم زرعها في العقل الباطن (أي القلب)
فإن الإنسان إذا بدأ بالتقيد بدينه تبدأ تتبادر إلى ذهنه افكار لم يسمعها من قبل او كان يتجاهلها او ...
هذه الافكار هي اصلا موجودة في العقل الباطن مسبقا ، غرسها دعاة الإلحاد بطريقة شيطانية خبيثة لا يكاد احد ينتبه لها ، وذلك باستخدام الإعلام ,وعلى وجه الخصوص الإنتاجات الفنية (مسلسلات ، رسوم متحركة) ، ومما علم من الواقع بالضرورة ان ذلك يغلب عليه الفساد والإفساد المنهجي ، واتباعها لمناهج الإعلام الغربي ، حيث خلال المعروض الفني كل عدة دقائق من الفيلم يتم عرض ومضة خاطفة لفكرة الحادية او لمنظر مثير جنسيا ، ولا يتفطن الأطفال او الكبار لخطورة ذلك ، وهذا ليس إلا ملئاً للعقل الباطن بهذه الافكار على المدى البعيد، وهي التي فيما بعد تبدأ تهطل على الشخص كأسئلة لا يعلم من اين مصدرها.
ولشديد الأسف فإن الافلام المصرية والمسلسلات الخليجية لها باع طولى في ذلك ، وما تعرضه مجموعة قنوات الـ mbc من افلام ، وتخصت الـ mbc بشكل احترافي في قناة الاطفال ، فكل الأطفال المتابعين هذه القناة هم يتزودون من العقيدة الإلحادية والإستثارة الجنسية دون ان يشعر احد بذلك.
# يتعمد الملاحدة خلال تشكيكهم في دين الله الدخول في الفرعيات ، حول النبي والصحابة ، هذا من التدليس ، إذ ان البحث الحقيقي هو حول الله ، ولكنهم يتخذون هذا الامر لتشكيك الناس في دينهم دون ان يكونوا قادرين على اثبات عدم وجود الله الذي ارسل النبي وامر بالشرائع والتعاليم التي ينتقدونها.
وفي النهاية .. نسأل الله ان يثبتا على دينه ، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ، إنه على ذلك لقدير..
سبحان ربك رب العزة عما يصفون .. وسلام على المرسلين .. والحمد لله رب العالمين..
******[/size]