[
size=24]يعلمنا المولى أيضا حال الأرض يوم القيامة في قوله )وإذا البحار فجرت(، حيث أنه يوجد الآن براكين تحت البحار والمحيطات ويوم القيامة يفجر المولى هذه البراكين وبالتالي يخرج الحمم البركاني منها والذي يتألف من صخور، معادن، تربة، وغيرها. و بما أن درجة حرارة هذا الحمم كبيرة جدا فإنها ترفع درجة حرارة المحيطات و يبدأ ماء المحيطات بالتبخر و يتحول إلى غمام في سماء الأرض:
وبالتالي تختفي المحيطات و البحار يوم القيامة و تصبح يابسة وأرض مستوية بفعل تبخر ماءها وخروج الحمم البركاني من تحتها لتكون مكان لحشر الناس وحسابهم، ومن هنا يفهم قوله تعالى : يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار( سورة إبراهيم 48 حيث تبدل الأرض إلى أرض كلها يابسة غريبة عن معرفة الإنسان للأرض الآن لتكون مكانا لحشر الناس للحساب.
حال الناس يوم القيامة:
و بعد تغير السماوات و الأرض يقول الحق (وإذا القبور بعثرت * علمت نفس ما قدمت وأخرت) و هنا يبين الحق حال الناس في ذلك اليوم وكيفية إحياء الموتى. فنلاحظ أن ترتيب الآيات في القرآن الكريم يفيد الترتيب الزمني للأحداث فبعد تبعث الكواكب و تغير الأرض إلى أرض يابسة لا عوج فيها يأتي بعث الناس حيث يبين الله الآلية العلمية لكيفية إحياء الموتى يوم القيامة:
)والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور) سورة الفاطر 9 فالآلية العلمية التي سيسخرها المولى يوم القيامة لإحياء الموتى هي ذاتها التي يسخرها الآن لإحياء الأرض الميتة بإنبات النبات فيها.
صورة تبين تفجر فقاعات الماء نتيجة غليان الماء في المحيط بسبب تدفق حمم بركانية وهي صورة حقيقية ألتقطها الجيولوجي الأمريكي K. Honفي 4ديسمبر 1989وصورة مصغرة لتفجر البحار يوم القيامة:
فبعد موت الإنسان يتحلل كل جسده ماعدا قطعة عظمية واحدة و هي العظمة في نهاية العمود الفقري التي وصفها حبيبنا محمد بعجب الذنب:
وهذه القطعة العظمية لها شكل مطابق لبذرة النبات وتحتوي على خلايا تستطيع الانقسام والتخصص لتصبح أي خلية يحتاجها جسم الإنسان لنموه من خلايا عظمية، عضلية، عصبية، وغيرها. فيوم القيامة ينزل الله المطر من الغمام الذي تكون بفعل تبخر الماء من المحيطات وعند نزول هذا المطر على القبور التي تحتوي بداخلها على عظام نهاية العمود الفقري للموتى تهتز و تنمو الخلايا المحتواة في هذه العظمة وينبت الإنسان منها كما تنبت النبتة من بذرتها ونجد تصديق ذلك استنادا للآية 39 من سورة فصلت:
)ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير) وبعد ذلك يتبعثر التراب المحيط بالقبر بفعل خروج الإنسان من قبره و هذا يفسر قول المولى (وإذا القبور بعثرت)وبعد ذلك يأتي الحساب (علمت نفس ما قدمت وأخرت:
هناك تشابه كبير بين دورة حياة الإنسان ودورة حياة النبات فالله سبحانه وتعالى كما أنه ينبت النبات من بذرة كذلك قادر أن ينبت الإنسان من عظمة صغيرة تشبه البذرة تسمى عجب الذنب يوم القيامة اللهم أرحمنا يوم لا ينفع مال ولا بنون[/size]