قد جاء الإسلام ليطهر لوث الجاهلية الأولى ومن ذلك سماع المكاء والتصدية فلقد حرم الإسلام الغناء والمزامير ، ولعل متسائلاً يتساءل على ماذا تقوم كلمات الغناء ؟
إنها تقوم على بث الآهات والآلام والمشاعر ولكنها مع الأسف عن تألم المحبين والمنغمسين في دروب الحب . يقول سبحانه وتعالى : ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين ) . قال ابن عباس وابن مسعود وهو قول مجاهد وعكرمة : أنه هو الغناء ، أي المراد بلهو الحديث .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : والله الذي لا أله غيره هو الغناء يعني لهو الحديث . وقال صلى الله علية وسلم : ( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمور والمعازف ) . أخرجه البخـاري .
يقول شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله تعالى كما في الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ص 32ـ 83 :
ولم يجتمع النبي صلى الله علية وسلم وأصحابه على إستماع غناءً قط لا بكفٍ ولا بدفٍ . ثم قال : عن حالة مستمع الغناء والمتلذذ به : فيرقص ليلاً فإذا جاءت الصلاة صلى قاعدا أو ينقر الصلاة نقر الديك وهو يبغض القرآن وينفر منه ويتكلفه ليس له فيه محبه ولا ذوق ولا لذة عند وجودة .
ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى ، كما في إغاثة اللهفان وهو يصف حال أهل الغناء ص1/224 .
فلغير الله بل للشيطان قلوب هنالك تمزق وأموال في غير طاعة الله تنفق ، قضوا حياتهم لذةً وطرباً واتخذوا دينهم لهواً ولعباً .
مزامير الشيطان أحب إليهم من إستماع سور القرآن لو سمع أحدهم القرآن من أوله إلى آخره لما حرك ساكنا ولا أزعج له قاطناً حتى إذا تلي عليه قرآن الشيطان وولج مزمورة .... فسمعه تفجرت ينابيع الوجد من قلبه على عينيه فجرت ، وعلى أقدامه فرقصت وعلى يديه فصفقت وعلى سائر أعضائه فاهتزت وطربت ، وعلى أنفاسه فتصاعدت .
وسأل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى عن الغناء فأجاب بحرمتها وأنها منكر ومن أسباب مرض القلوب وقسوتها وصدها عن ذكر الله وعن الصلاة . كما نقلت ذلك مجلة الدعوة في عددها 902 .
قصه حقيقيه لي شاب كان يسمع الاغاني
( للعظة والعبرة )
قصة واقعية لأحد مغسلي الأموات في بريدة يروي لنا القصة :
(أتى إلينا شاب في مقتبل العمر ويبدو على وجهه ظلمة المعاصي وبعد أن أتممت
تغسيله لاحظت خروج شي غريب يخرج من الأذن .... انه ليس دماً ولكنه يشبه الصديد
وبكميه هائلة
راعني الموقف لم أرى ذلك المنظر في حياتي توقعت أن مخه يخرج مابه
انتظرت خمس دقائق .. عشر .... ربع ساعة لم يتوقف .... وجلت كثيرا لقد امتلأت
المغسلة صديداً كثيراً سبحان الله من أين يأتي كل هذا ؟؟؟؟!!! إن الدماغ لو خرج
ما بداخله لما استغرق ذلك
عشر دقائق ولكن علمت أنها قدرت العلي الكبـير وعندما يأسنا من إيقاف هذا
الصـديد كفّناه ولم يتوقف هذا حتى عندما الحدناه في القبر )
لم يرقأ لي جفن وبدأت أسأل عن هذا الفتى الغريب وما الذي أوصله إلى هذه الحالة
فأجاب مقربوه انه كان يسمع الغناء ليل نهار صباح مساء وكان الصالحون يهدون له
بعض أشرطة القرآن والمحاضرات فيسجل عليها الغناء ولاحول ولا قوة إلا بالله
.....
إنها رسالة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد
وكذلك لمن يستخدم نغمات الموسيقى في الجوال وإسماع المصلين إياها عند الوقوف أمام ذي العزة والجلال
والله ثم والله ثم والله..لم اسطر هذه القصة للموعظة إنما هي واقعية واسألوا مغسلي الأموات تجدوا العجائب ......
(( ألا هل بلغت اللهم فشهد))
جزا الله من اعننا على نشرها خير الجزاء
لاتدع الرسالة تتوقف عندك ...
قال تعالى:-
((وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرا! ً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7))) سورة لقمان
لاتدعها تقف عندك
يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك
أدلة من القرءان والسنـة ..
مما يشكر عليه السائل حرصه على هداية صديقه ، وهكذا الأصدقاء يتعاهدون إخوانهم بالنصح والتوجيه والإرشاد ، والحرص على الهداية دون اكتراث أو ملل ، لا يدعون المداهنة سبيلا إليهم ، قال تعالى : { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم } [التوبة:71]
ثانيا : ذهب جمهور العلماء إلى تحريم الغناء ، كما دلت على ذلك الأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة ، ونقل ذلك عن ابن عباس وابن مسعود والشعبي والثوري وغيرهم من العلماء . ( انظر : سنن البيهقي 10 / 223 ، والمحلى 9 / 59 ، والمغني 14 / 160 )
ثالثا : الآيات والأحاديث في شدة عذاب الله كثيرة ، ويمكن تقسيمها هنا إلى قسمين :
1- ما يتعلق بالغناء مباشرة .
2- شدة عذاب الله عموما .
- أما القسم الأول فقد ورد فيه عدة أحاديث ، منها : عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة : مزمار عند نعمة ، ورنة عند مصيبة » رواه البزار والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة ، وصححه الألباني في تحريم آلات الطرب ص 51
واللعن : هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله تعالى .
ومنها : رواه الترمذي (2138) عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف . فقال رجل من المسلمين : يا رسول الله ، ومتى ذاك ؟ قال : إذا ظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور » . صححه الألباني في صحيح الترمذي .
- وأما القسم الثاني : فمن القرآن قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } [التحريم:6] ، وقوله : { يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر } [القمر:48] ، وقوله : { فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة } [البقرة:24] ، وقوله : { إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون ، في الحميم ثم في النار يسجرون } [غافر:72] ، وقوله : { وخاب كل جبار عنيد ، من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد ، يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ } [إبراهيم:15–17] ، وقوله : { إن شجرة الزقوم ، طعام الأثيم ، كالمهل يغلي في البطون ، كغلي الحميم ، خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم ، ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم ، ذق إنك أنت العزيز الكريم } [الدخان:43–49] ، وقوله : { فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم ، يصهر به ما في بطونهم والجلود ، ولهم مقامع من حديد ، كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق } [الحج:19–22] وغيرها كثير .
ومن السنة قوله عليه الصلاة والسلام : « يؤتى بالنار يوم القيامة لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها » رواه مسلم 2842
وقوله : « ناركم هذه التي يوقد بنو آدم جزء واحد من سبعين جزءا من نار جهنم ، قالوا : والله إن كانت هذه لكافية ، قال : إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها » رواه البخاري (3265) ، ومسلم (2843)
، وقوله : « إن على الله عز وجل عهدا لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال ، قالوا : يا رسول الله وما طينة الخبال ؟ قال : عرق أهل النار أو عصارة أهل النار » رواه مسلم (2002)
وقوله : « لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم ، فكيف بمن يكون طعامه ؟ » رواه الترمذي 2585 ، وصححه الألباني في صحيح الجامع 5126 .
وقوله : « إن أهون أهل النار عذابا من له نعلان وشراكان من نار يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل ، ما يرى أن أحدا أشد منه عذابا ، وإنه لأهونهم عذابا » رواه البخاري 6562 ومسلم 213
وقوله : « يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار فيصبغ في النار صبغة ، ثم يقال له : يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط ؟ هل مر بك نعيم قط ؟ فيقول : لا والله يا رب » رواه مسلم 2707.
وقوله : « لو كان في هذا المسجد مائة ألف أو يزيدون وفيهم رجل من أهل النار فتنفس فأصابهم نفسه لاحترق المسجد ومن فيه » رواه البزار وصححه الألباني في صحيح الترغيب 3668 .
أسأل الله أن يهدينا جميعاً
أوصي نفسي وكل مسلم بتطهير سمعه وقلبه إذ أثبت تأثير المعاصي على الحالة النفسية وما انتشار الأمراض النفسية في هذا العصر بهذه الكثرة إلا لدليل على ذلك فإذا نقص الإيمان تهافتت عليه المعاصي من كل جانب .
يقول الدكتور " كارل يونج " من أعظم أطباء النفس : ( إن كل المرضى الذين استشاروني خلال الثلاثين سنة الماضية من كل أنحاء العالم كان سبب مرضهم هو نقص إيمانهم . وتزعزع عقائدهم ، ولم ينالوا الشفاء إلا بعد أن استعادوا إيمانهم ) . الإنسان يبحث عن نفسه د. كارل يونج .
ولقد نشأ لنا جيل هش لا يعظم الدين ويوقره بسبب تأثير الأغاني عليه فالعودة لكتاب الله فهو السعادة بكل حق وحقيقة .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
تحياتي : ابو بندر