بالرغم من استنكار واعتراض وجهاء محافظة
الخليل لدى مكتب المحافظ ورئيس بلدية
دورا ومديرية
تربية جنوب الخليل على عقد مباراة كرة قدم نسائية في مدينة دورا يوم الخميس
20/10/2011، إلا أن سلطة الإثم أصرت على عقدها، ثم أتبعتها بعقد مباراة أخرى في
اليوم التالي، الجمعة، في قرية الكرمل شرق مدينة يطا بين فتيات من الكرمل وفريق إناث
سويدي، متحديةً أهل فلسطين ووجهاءها مجاهرةً بالمعصية ومتعاونة على الإثم والعدوان
مع الاحتلال اليهودي، وجندت أوباشها وأزلامها وبلطجيتها والجواسيس لفرض المباراة
ولقمع واعتقال الذين احتجوا ورفضوا هذه الرذيلة.
إن الوجهاء والمشايخ وأهالي يطا والكرمل
لمّا علموا أن السلطة مُصرّةٌ على الاستمرار في المعصية ونشر
الرذيلة رغم محاسبة وجهاء محافظة الخليل، ولمّا علموا أن
السلطة أحضرت
الفتيات السويديات كاشفاتٍ لعوراتهن ليلعبن على ملعب الكرمل، خرجوا من مسجد
بلال بن رباح في مسيرة حاشدة ضمت الوجهاء وأساتذة الجامعات والمدرسين باتجاه الملعب
بعد صلاة الجمعة لإنكار هذا المنكر ورفض عقد المباراة بين أهليهم، وقد أسمعوا
صوتهم للموجودين في نادي الكرمل، وعندما همّوا بمغادرة النادي وجدوا أن الشرطة
استدعت الأجهزة الأمنية بعد التنسيق مع اليهود يرافقها البلطجية والجواسيس ليعتدوا
على الناس بالهراوات والسكاكين وإطلاق الرصاص!!
لم يكتف رجال السلطة وأزلامها
بالاعتداءات على الناس المحتجين وإصرارهم على عقد
المباراة
وحضورها ومشاهدة الفتيات خاصة الفتيات السويديات "بالشورت" وهن يركضن
خلف الكرة، لم يكتفوا بذلك، بل وصف الذي
تولّى كِبَرَهُ منهم (وهو مشبوه معروف) وجهاءَ
وأساتذة
ومدرّسي وأكارم يطا والكرمل "بالغوغاء المعزولين"، وصف لا يليق إلا
بقائله، وبالأجهزة الأمنية والبلطجية الذين
داهموا المنازل والمحالّ التجارية والمدارس
بحثاً عن
المشاركين في مسيرة الاحتجاج من شباب حزب التحرير وأقاربهم، ولا تزال حملة المداهمات
والاعتقالات مستمرة حتى إعداد هذا البيان.
إن تصرفات وأقوال السلطة وأزلامها تشبه
تماما ما قام به قذافي ليبيا ومبارك مصر
وبن علي تونس
وبشار سوريا وعلي اليمن، وكأن السلطة وأزلامها لم يستوعبوا الدرس ولم يعتبروا
بما جرى للقذافي ومبارك وبن علي وأزلامهم، فهذه الأمة ومنها أهل فلسطين لن تنسى
مَن ظلمها وأشاع الفاحشة فيها وكالَ لها التُّهم، واعتقل وعذّب أبناءها لأنهم أنكروا
المنكرات وطالبوا بالحقوق ورفضوا إشاعة الفاحشة فيهم، "وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ
إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ".
وإننا في حزب التحرير نتوجه إلى أهلنا
في فلسطين المباركة، أهل المسجد الأقصى
المبارك،
فنقول: أتقبلون بأن تقوم السلطة بإحضار الفتيات شبه العاريات من اليابان ومن
السويد وكافة دول الكفر الحاقد على الإسلام والمسلمين وتجوب بهم مدن فلسطين ليلعبن
كرة قدم مع بنات من فلسطين لم يردعهن دينهن عن لعب الكرة أمام الرجال ويختلطن
بالديّوثين؟، أتقبلون الدّياثة وإشاعة الفاحشة والرذيلة فيكم؟ هل هذه هي فلسطين؟!
هل هذه هي أكناف بيت المقدس؟! أليست السلطة التي ترعى الفواحش بين ظهرانيكم
دخيلة عليكم؟
ألم يكْفِكم أن السلطة تحولت من حركة
تحرر وطني إلى مجموعة مرتزقة تحرس أمن
الاحتلال مقابل
أموال دول المانحين الذين دعموا الاحتلال اليهودي!؟، كيف ترضون لها أن
تتحول إلى مجموعة ديوثين يشجعون على كشف العورات والاختلاط والرذيلة؟! أيرضى رجل كريم
أن تلعب ابنته كرة قدم أمام الرجال؟!، أيرضى رجلٌ غيورٌ وقورٌ يخاف الله أن يشاهد
الفتيات شبه العاريات وهن يعبثن بالكرة؟! أليس من يحاول إدخال هذه الثقافة إلى
عقر داركم مشبوهاً يعمل لصالح الكفار؟
إن الواجب عليكم أن تدركوا أنفسكم
وبناتكم وشبابكم وتقولوا للسلطة ورجالاتها
قولاً بليغاً
وتمنعوا منكراتها، حتى ترعوي هذه السلطة وتتراجع عن شنيع فعالها، وحتى نستحق
نصر الله فيهيئ لنا ولأمة الإسلام خليفة راشدا يحرك الجيوش ويحرر فلسطين من الاحتلال
اليهودي ويرفع عنا غمة السلطة الظالمة.
( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ
فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ(
المكتب الإعلامي لحزب التحرير- فلسطين